Thursday, July 29, 2004
الجمعة 25/4/003
أتمنى أن ترجع الكهرباء الى منطقة المنصور وتفتح المحلات أبوابها ونعود للعمل..وتصبح المدينة آمنه
وتعود الحياة كما كانت , وأفضل..
وأعود للدوام في عملي..
حملة تنظيف البيت مستمرة..
غسلنا الستائر, والحديقة الخلفية, ونظفنا سجادات غرفة الضيوف والطعام , وأخرجت النباتات من داخل الغرفتين الى الحديقة. حيث ذبلت واصفرت ومات جزء منها...
صارت الغرف نظيفة تماما, بعد غبار الحرب والعواصف الرملية.
اليوم طارق عزيز سلم نفسه لقوات التحالف..
قائمة المطلوبين 55, صار منهم عند الأمريكان 13 شخص .
***************************************
السبت 26/4
تكملة حملة تنظيف البيت..
أريد أن أكمل هذه الحملة, وربما تتحسن الأمور في الأسبوع القادم ان شاء الله, وأذهب للدوام.
*************
الأحد 27/4
ما زال التنظيف مستمر..
غسلنا ستائر غرف النوم الثلاثة, والسجادات.
وأعدنا ترتيب غرفة ماجد كما كانت قبل الحرب..
أثناء الحرب سميناها الغرفة المحصنة, كل العائلة تنام فيها.
الجو غبار...
وأنا تعبانه جدا..جسمي كله يؤلمني..
باقي علي تنظيف خزائن المطبخ, والمكتبة, وخزانة غرفتي, وخزانة غرفة خالد...
سأنتحر من الملل...
***************
الأثنين 28/4
مررت في الصباح على بيت أختي الصيدلانية, لم أجدها, بناتها قالوا : ماما ذهبت لتداوم في الصيدلية.
فرحت لسماع هذه الأخبار.. ان شاء الله أنا أيضا سأداوم الأسبوع القادم.
اشتريت أغراض للبيت من شارع العمل الشعبي في العامرية, أحسست أن الحياة بدأت تعود تدريجيا
رغم أن الكهرباء تأتي قليلا..لكت حركة الأسواق صارت أكثر نشاطا.
معظم الناس يشترون الخضار واللحوم ومنتجات الألبان كل يوم...لأن الثلاجات الغيت من حياتنا..
عدنا لعصور ما قبل الكهرباء.
خالد ورائد وماجد ذهبوا اليوم الى فندق الفنار مقابل فندق فلسطين, حيث يلتقون منظمات غير حكومية
وأصدقاء قدماء وجدد...
رائد ذهب أمس الى كربلاء مع مارلا من منظمة سيفك, حيث بدأوا العمل لإحصاء الجرحى والقتلى من المدنيين العراقيين خلال الحرب.
رائد يحكي عن قصص مؤلمة لأطفال يلعبون بالقنابل العنقودية ثم تنفجر بهم وتقتلهم...أو تملأ أجسادهم بالشظايا..
أو تفطع أطرافهم...
مستشفيات المدن الجنوبية يدخلها كل يوم ضحايا جدد, عوائل المزارعين ينزلون لحصاد القمح أو الشلب
فتنفجر بين الزرع قنابل عنقودية..
رائد يقول وصلت للمستشفى وهو هناك , عائلة واحدة عددهم 11 شخص, مات منهم 7 , والباقي جرحى...
بدأوا بطباعة منشورات تحذيرية لتنبيه الأهالي من تلك القنابل.
أخذت منها كمية لتلصيقها على واجهة المحل, وتوزيعها للمحلات القريبة .
تلك القنابل القي مثلها على منطقة حي الفرات القريب منا ليلة دخول قوات التحالف مطار بغداد, وكذلك منطقة ابو غريب...وقعت فيها ضحايا حين كانوا ينظفون الشوارع ويحرقون القمامة , فتنفجر عليهم القنابل العنقودية.
*********************
الثلاثاء 29/4
أكملت تنظيف البيت...
ملل..
لا جديد.. الكهرباء لا تأتي إلا نادرا...
*********************
الخميس 1/5
توجد أزمة حول البنزين وقناني الغاز للطبخ...
ربما تتوفر الأسبوع القادم
*******************
الجمعة 2/5
غسيل وطبخ وغسل صحون, ثم ترتيب الملابس .
غدا ان شاء الله دوامي في المحل...
ودوام المدارس...
اللهم بردا وسلاما...
*******************
السبت 3/5
داومت في المحل, لا يوجد كهرباء..
لكن المحل نظيف ومرتب حيث أعاد ترتيبه عزام مع أبو أحمد الموظف عندنا, وأعادوا صبغ المكتب الخشبي والمكتبة التي خلفي..
كنت في غاية السعادة...
ثمة إزدحام واضح عند محطات البنزين .
قصص مزعجة من الزبائن عن عمليات قتل وتسليب للسيارات.
*****************
الأحد 4/5
داومت...جاءت الكهرباء, زادت سعادتي.
الإشارات الضوئية تشتغل في الشوارع..
معظم المحلات فتحت...
***************
الأثنين / الثلاثاء 5/5 و 6/5
داومت, لا توجد كهرباء..
رأيت شرطة مرور ثم اختفوا في اليوم التالي.
الشرطة غير مسلحين, الأمريكان يمنعونهم من حمل السلاح, كيف سيدافعون عن أنفسهم وعن عراقي
يتعرض للتهديد ؟
وممنوع علينا حمل أسلحة للدفاع عن أنفسنا؟
من يحمينا؟
الدبابات الأمريكية تجوب الشوارع, لكن لا علاقة لها بحوادث القتل والتسليب..لا تتدخل.
ماذا تفعل إذن؟؟
أين الجيش والشرطة العراقية؟؟
*****************
الأربعاء 7/5
توقفت عن الدوام...عملت إضراب.
كآبة وجلوس في البيت..
لا توجد كهرباء..
الإزدحام على محطات الوقود..
انفقد الأمان في الشوارع...
******************
الإثنبن 12/5
داومت, لا توجد كهرباء..
الشوارع مزدحمة, لا يوجد شرطة , لا يوجد أمان .
البنزين يباع على طرف الشارع( سوق سوداء ) .
لا يوجد غاز للطبخ . البلد في حالة فوضى والحوادث تزداد كل يوم...
عندي إحباط.
**************
الأربعاء 21/5
الكهرباء تأتي بين الساعة 6-8 مساء
2-4 صباحا( فجرا )
الأمريكان ينشرون الدعايات عن انجازات قاموا بها...لكن على ارض الواقع لا نرى شيئا...
لا نعرف إن كانوا صادقين أم لا...
المدارس فتحت, الدراسة أي حاجة, المهم أن يكمل الأولاد عامهم الدراسي.
بعض المدارس تعرضت للدمار خلال الحرب, دمجوا الطلاب مع مدارس أخرى, وعملوا الدوام صباحي ومسائي...ثم حددوا تاريخ 7/6 ليكون بداية امتحانات نهاية السنة.
الجامعات فوضى وانتخابات...
معارك بين الأساتذة الجامعيين مع بعضهم والطلاب أيضا..
شعار هذا الأسبوع ( إستئصال البعث ) أطلقه بريمر... الناس كأنها ( انجلبت ) صاروا واحد يملخ الآخر بعدوانية شديدة.
أسقطوا تمثال البكر, وسرقت تماثيل المعدن لشهداء أم الطبول ويقولون ثمة عصابة صهرتها وباعتها,
وتمثال السعدون, رئيس الوزراء العراقي في فترة العهد الملكي, سرق أيضا..
عائلته تشتكي وتطالب بفتح تحقيق .
وطرد من الدوائر ومؤسسات الدولة كل ا لبعثيين الكبار.
ومن الجامعات والمدارس , الأساتذة كان معظمهم بعثيين, شاؤوا أم أبوا, لكن لا أحد يصغي لشكواهم.
حالة فوضى وعدوانية تصيب الناس ضد بعضهم .
***************
السبت 31/5
الكهرباء تحسنت .
البنزين ما زال مشكلة, والغاز بدأ يتوفر لكن بسعر غالي( 3000 دينار ) قبل الحرب كانت الجرة
ب 300 دينار .
ستبدأ حملة جمع الأسلحة من البيوت.
حالتي النفسية أحسن.
عزام مسافر, وأنا أذهب للعمل كل يوم, يوجد بيع للأهالي فقط , لا توجد دوائر دولة ولا مؤسسات .
***************
الإثنين 2/6
جاء للمحل المهندس الكهربائي الذي كان يصلح سيارتي قبل أسبوع ثم أختفى .
جاء معصوب الرأس ويده مربوطة, وعلى وجهه آثار جروح ...
وقال إنه يعتذر عن التأخير, حيث هاجمته عصابة مسلحة وأرادت أخذ سيارة زبون كان يقودها معه.
لكن صاحب السيارة رفض تسليمهم المفاتيح بعد أن قفل السيارة بجهاز الإنذار, والقى بالمفاتيح بعيدا...
ضربوا صاحب السيارة حتى أغمي عليه, وتركوه في الشارع وكان الوقت ظهرا, وأخذوا المهندس معهم في صندوف السيارة, وربطوا يديه وعيونه.
ثم نقلوه الى بيت في منطقة شعبية مزدحمة, الوشاش, لا تدخلها شرطة ولا قوات أمريكية ربما.
وضربوه عقابا لأنه لم يساهم في اعطائهم المفاتيح...
وفي المساء جاء رجل كبير السن ربما عمهم أو أبوهم, وتوسل اليه المهندس أن يطلقوا سراحه لأنه من الموصل ويريد العودة لأهله.
ولأنه لا ذنب له فيما حصل, فصاحب السيارة هو الذي رفض تسليمها لهم.
حن عليه الرجل, وأعطاه قميصا نظيفا بدل قميصه الذي تمزق وامتلأ بالدماء.
عصبوا عيونه ووصلوه الى الشارع العالم حيث ذهب ليبات الليل عند أقربائه, وجاء ليودعني, وقال انه سيعود لأهله في الموصل, بغداد صارت لا تطاق.
حزنت عليه وأزعجتني القصة كثيرا...وقررت الأ أستخدم سيارتي بعد اليوم.
وضعت عليها غطاء سميك( شادر ) ...
واتفقت مع إبن الجيران الذي كان موظفا في الدولة, وصار الآن بلا عمل, أن يوصلني الى عملي كل يوم , ويعود للظهر ليرجعني للبيت.
***********************
الأربعاء 4/6
عزام مسافر الى عمان عنده عمل.
ماجد عنده امتحانات الفصل الثاني ومشغول بالدراسة.
خالد يداوم في الجامعة 3 أيام في الأسبوع .
رائد يعمل مع منظمة سيفك لإحصاء الجرحى والقتلى.
ينزل رائد كل يوم سبت الى الجنوب, ويعود مساء الثلاثاء أو الأربعاء.....
أظل مشغولة البال قلقة عليه حتى يعود...الطرق في الجنوب غير آمنه...يوجد تسليب وقتل أيضا...وأظل أدعو الله أن يحفظ رائد والذين معه ما داموا يعملون لخير الناس...
ربما بعد جمع المعلومات عن الضحايا يطالبون الحكومة الأمريكية بتعويضات لعوائل الضحايا... عن بيوتهم التي تدمرت أو أفراد العوائل الذين ماتوا أو جرحوا.
أذهب للعمل مع السائق والموظف عندنا أبو احمد معه لأنهم جيران.
حين أخرج من الدوام أشتري الخضار والفواكه والخبز وحاجات البيت, ثم يوصلوني للبيت .
فقدت كثيرا من حريتي الشخصية ومتعة قيادة السيارة...لكني أتنازل عنها مقابل الأمان.
معظم الجيران والأقارب والأصدقاء, وضعوا سياراتهم الثمينة وعليها شادر في الكراج, وصاروا يتحركون مع سيارة متواضعة وسائق .
أخذت الكومبيوتر الى المحل, كنت أخذت دورة تعليم على استعمال الكومبيوتر والبرامج قبل الحرب, لكني نسيت معظمها...سجلت في المعهد على دورة كومبيوتر جديدة ومكثفة, بعد الظهر, اتفقت مع سائق آخر يأخذني مع خالد الى المعهد, ثم يعودون لإرجاعي للبيت.
الشوارع موحشة وغير آمنه, وكئيبة, والمعهد طلابه قليلون, قبل الحرب كان يمتليء بالطلاب , لكن الآن الأحوال أقل أمانا, وفرص العمل...أين هي فرص العمل؟
دوائر الدولة محطمة والموظفون يقفون في الشارع, أو يدخلون الوزارة فلا يجدون كرسيا أو طاولة, يتجمعون كل يوم ليروا بعضهم ثم يعودون لبيوتهم.
الرواتب حولها قصص كثيرة واشاعات , والبيوت فيها قلق وجوع.
ووزارات تم حلها وجلس الموظفون في البيوت, بلا ماضي ولا مستقبل.
وزارة الإعلام, وموظفوا الإذاعة والتلفزيون...وزارة الدفاع والضباط والجنود وعوائلهم...
كل يوم مظاهرات واصطدامات مع قوات التحالف...الناس تتساءل ما مصيرنا ومصير عوائلنا ؟
لا أدري...
الوضع العام غامض ومحبط .
***************************
الخميس 5/6
خليل, زوج أختي الصغيرة, صيدلاني وكان يعمل مديرا عاما في وزارة الصحة...
سمعته طيبة في الوزارة ويساعد الناس كثيرا...والآن يجتمع مع لجان من الأمريكان لترتيب عمل الوزارة...
الوضع صعب جدا..ولا رواتب للموظفين, ومكاتب الوزارة احترقت. ..والمستشفيات نهبت, لكن قوات التحالف تحاول إعادة ضبط الأوضاع من جديد....نحن نحملهم مسؤولية ما حدث من كوارث...ثمة تقصير منهم وسوء تدبير. أو ربما تعمدوا حصول كل هذه الكوارث...لا أدري , لكن الناس غاضبة ويقولون ماذا يفعل آلاف الجنود هنا؟؟
وكل شيء يتدهور نحو الأسوأ....
خليل أصابته جلطة دماغية وهو في الوزارة..نقلوه الى المستشفى..أختي حالتها النفسية تعبانة جدا...ذهبت لزيارتهم, لا يقدر أن يمشي أو يتكلم...حزنت عليه, عمره في بداية الأربعين, والضغوط عليه كثيرة...قالت زوجته أنه سيموت من الحزن مما جرى للوزارة وسنظل ايتاما انا وبناتي...تعاركت معه وقالت له اترك الوزارة فإما ستموت من التعب أو سيغتالك حاقد جاهل يظنك مستفيد وسعيد.
ربما سيسافر للعلاج خارج العراق .
ما زالت العصابات تسلب وتقتل وكل يوم قصص جديدة مؤلمة.
وما زال الكثير من العوائل عندهم مفقودين يبحثون عنهم...معظمهم فقدوا أثناء دخول قوات التحالف لبغداد...
وكانت الطرق مغلقة ولا أحد يعرف الأخبار ..ربما ماتوا أثناء الإشتباكات بين العراقيين وقوات التحالف.
الناس بصورة عامة منقسمين الى فئتين..
البعض يشجع الأمريكان ويتفاءل بوجودهم... والبعض لا يرى خيرا من وجودهم.
بدأت عمليات مقاومة والقاء قاذفات ضد الأمريكان...
نحن نقول الوقت ما زال مبكرا لنحكم عليهم...أعطوهم فرصة, وسنرى الحقيقة بمرور الوقت.
سنعرف إن كانوا صادقين أم كاذبين.
****************************
الأحد 8/6
بدأت دورة الطباعة والكومبيوتر...
مزاجي لم يعد كما كان سابقا.
في الدورات السابقة كنت اكثر نشاطا وذكاء ومرحا...أما اليوم فاجد نفسي محبطة وغبية...ولا مزاج عندي لإستيعاب المعلومة.... لا أعرف , ربما الحرب تغير الناس نحو الأسوأ .
المدينة تمتليء بالصحف الجديدة...بعضها مريح وبعضها سخيف.
ماجد يعمل مع صحيفة المواجهة, وهي تنتقد قوات التحالف....
قوات التحالف أرسلت من يسأل المطبعة عن الصحيفة ومن يكتب فيها...أخاف أن يأخذوا ماجد الى السجن, قلت له يا حبيبي لا نريد مشاكل...ما صدقنا خلصنا من صدام, من قال أن أميركا ديمقراطية 100% ؟
ربما عندهم ديمقراطية هناك لشعبهم, لكن لا اظن سيعاملونا كما يعاملون شعبهم...انهم بالنسبة لنا قوات إحتلال.
ماجد يقول : أتمنى أن يعتقلوا أحدنا حتى نصطدم بهم ونفضحهم , أين الديمقراطية؟؟؟
يا إبني لماذا تحب المشاكل؟؟؟
وهو يضحك ويقول: ماما لا تصيري جبانة, خلينا نمشي بطريق جديد...
أجد الحق معه...ولكني أخاف عليه..لا أريد أن يؤذيه أحد.
ولا أريد أن أحرمه من ان يمتلك تجربته في الحياة...جيلنا انظلم...درسنا وتعلمنا وعملنا ونجحنا, نعم, لكننا حرمنا من فرصة المشاركة بصناعة حياة أفضل...ربما هذه فرصة جديدة لنتحرك ونصنع حياتنا من جديد ...
وأحب لماجد وجيله أن يمتلكوا حريتهم وينجحوا في صناعة مستقبل افضل لجيلهم...
تعجبني جرأتهم وحماستهم....أدعو الله أن يحفظهم ويوفقهم.
يخرجون كل يوم مع الكاميرات ويعملون تحقيقات مع الناس, وأحيانا يلتقون جنودا من قوات التحالف, لكن لا قدرة على التقارب لأن الجندي لا يملك صلاحية الحوار مع الناس....الجندي يطيع الأوامر فقط, ولا يناقش.
وهذه مشكلة...لا يمكن التواصل بينهم وبين الناس كبشر عاديين يأكلون ويشربون ويكونون صداقات, ثم نتأمل منهم أن يعودوا لأميركا ويقولوا لحكومتهم أخرجوا قواتكم من هناك....لا أظنهم قادرين على هذا العمل.
معظمهم جاءوا من عوائل فقيرة ومحتاجون للراتب المغري.
ما شانه بعذابات العراقيين؟؟؟
***************************
الإثنين 9/6
جاء زبون للمحل, ومعه مواد تستعمل في منظومات المياه. وأعرف ان هذه المواد لم يستوردها أحد لأنها مفقودة من السوق قبل الحرب, وتمتلكها دوائر الدولة فقط.
جلب عينات وسألني هل أشتريها منه؟؟
سألته أولا : من أين لك هذه المواد؟؟؟
إعترف, قلت ضاحكة...
تريدين الحقيقة؟؟؟ قال بسذاجة
نعم, اخبرني بالحقيقة....قلت بصوتي العالي...كان عندي ثمة زبائن, ووجدت أن الحوار يستحق أن يسمعه الجميع.
قال انه سرقها من منشآت الدولة.
ولماذا ؟
قال لأن صدام حسين أعدم عمه الذي كان في الجيش...
وهل عادت الحياة الى عمك ؟؟ أم انه فرح ودخل الجنة؟؟؟
قال : ما يدريني؟؟
وهز كتفيه, لعد شسوي؟؟؟( ماذا أفعل إذن )
أغضبني غباءه العظيم, وجريمته القبيحة التي لحد الان هو لا يشعر بها...
انقلب ضحكي الى غضب, وقلت له: وماذا أقول لرب العالمين يوم القيامة؟؟؟
اشتريت منك موادا مسروقة؟؟؟
كأنني شاركتك في الإثم...
خرج من المحل يجر رجليه من الخيبة...ثم عاد متوسلا فقال بنفس الطريقة الغبية : زين نصيحة لأخوك المسلم.
هههاهاهااه
كنت أريد أن أنفجر من الضحك, لكن الموقف كارثي ولا يحتمل الضحك.
فصرخت به بغضب: وماذا أبقيت من الإسلام؟؟؟
وددت لو أقدر أن أقوم وأضربه على وجهه, لعله يستفيق من غفلته.
احترقت اعصابي....وبقيت طوال اليوم أتذكره وأتذكر الحوار معه, ويفور دمي من الغضب ...وأبربر عليه
وعلى غبائه وحماقته.
والزبائن والموظفين في المحل غرقوا في الضحك, وقالوا لا تهتمي له, انه حثالة..
كنت حزينة جدا لأن هذا النموذج جديد على شاشة حياتنا...
نموذج اللص الجاهل, عدو نفسه ووطنه, وهو لا يعلم .
**********************************
كأن ثمة شيطان مس حياتنا...مس الجميع , فأصابهم بالجنون.
موظفوا الدولة يتقاتلون مع بعضهم بين البعثيين وغير البعثيين, بين كبار الموظفين والصغار...
الناس في الشوارع بين مسالم خائف مرتعب, وشرس لا يمتنع عن إرتكاب أي جريمة, من سيوقفه عند حده؟؟؟
لا شرطة ولا جيش ولا دولة...
فقط قوات تحالف تجول في الشوارع بالدبابات كانها تستعرض نفسها غير مصدقة أنها صارت هنا....وهي تعيش في عالم لا علاقة له بعالمنا.....
وكلنا نتساءل: لماذا جاؤوا , وماذا يفعلون؟؟؟
لا أحد يعرف الجواب...ربما مع الأيام سنعرف الأجوبة.
*****************************